سلوكيات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة

” ومن حيث إن هذه المحكمة تسجل بعد أن كشف الطعن الماثل عن طبيعة المخالفة التي ثبتت في حق الطاعن من قيامه بسب الطلاب وسب الشعب المصري  وهو يتبوأ مكانة علمية بجامعة الأزهر أن الأخلاق ضرورة من ضُرورات الحياة المُتحضرة، ومُتطلباً أساسياً لتنظيم المُجتمع واستقراره، والجامعة على وجه الخصوص كمؤسسة ذات دور تعليمي وتنويري وتربوي مسئولة عن نشر الأخلاق ليس فقط في مُمارساتها وإنما أيضاً في سياساتها وفي كل ما تدعو إليه، الجامعة مسئولة عن الالتزام الخُلقي في الأداء، ومسئولة أيضاً عن تنمية الالتزام الخُلقي بين أعضاء هيئة التدريس والطُلاب، ولما كانت الجامعة معنية ببناء البشر وتحسين ظروف الإنسان، فهي مُنظمة أخلاقية تربوية قبل أن تكون علمية ، تعنى بالبناء العلمي والخلقي لأعضاء هيئة التدريس وكذلك الطُلاب، وعليها أن تحرص على تنمية بيئة أخلاقية للطلاب وإلا عجزت عن النهوض برسالتها، فلا انفصال بين تحقيق رسالة الجامعة وبين التزامها بالأخلاق، ولا يتصور منطقاً الزعم بأن الجامعة نجحت في تخـريج الكـوادر وإجراء البحوث في حين أن سلوكيات أعضاءها غير مُنسجمة مع الأخلاق، وهو ما لم يحرص الطاعن على مراعاته في تصرفاته مع طُلابه، وقد اقترف  إثما وهو يتبوأ مركزاً علمياً يحمل فيه رسالة التعليم والتربية وإعداد النشء يتعين على أعضاء هيئة التدريس الإحاطة بها والسعي للنهوض بها جنباً إلى جنب رسالتهم التعليمية , وتقديم الكوادر الصالحة للتقدم بهذا المُجتمع , وتلكم  جريمة أخلاقية بالغة الخطورة وعظيمة الأثر يتعين على أعضاء هيئة التدريس الإحاطة بها والسعي للنهوض بها جنبا إلى جنب رسالتهم العلمية .

( حكم المحكمة الإدارية العليا ، الطعن رقم 10699 لسنة 65 قضائية.عليا، بجلسة 13/6/2020 )